السبت، 17 أغسطس 2013

مدونات إيلاف : فلنبكى على مصر ...

فلنبكى على مصر ...



نجح الفريق أول السيسى ووزير داخليته فى تصنيع عدو محلى من فصيل سياسى وطنى مهم وكبير كان يمسك بالسلطة بناءاً على إنتخابات حرة ونزيهه أشرفت عليها قوات السيسى وإبراهيم ، لقد نجح السيسى فيما أرادته واشنطن من تحويل عقيدة الجيش المصرى من أن عدوه الحقيقى هو إسرائيل ليتحول عدوه الحقيقى هو ذلك الفصيل الوطنى ، حارب أبو غزالة ومن بعده طنطاوى لكى لا تتحول عقيدة الجيش المصرى فنجحت أخطاء السيسى ومن قبله جماعة الإخوان فى تحقيق تلك الأمنية بأسهل مما تتصور واشنطن وتل أبيب ! ، لقد نزل الجيش المصرى أربع مرات فى العقود الأربعة الماضية ففى عهد الرئيس السادات فى إنتفاضة الخبز الشهيرة بقيادة المشير الجمسى  وقتها إشترط قبل نزوله للشارع أنه لن يُطلق رصاصة واحده فى صدر أى مصرى ، ثم نزل الجيش فى عهد مبارك بقيادة المشير أبو غزالة وقت أحداث الأمن المركزى الشهيرة ، ونزل قبل سقوط مبارك ولم يطلق رصاصة واحده على مصرى ورغم الأخطاء التى وقع فيها الجيش فى ظل المرحلة الإنتقالية بقيادة المشير طنطاوى إلا أننا قد نلتمس لهم العذر لعدم معرفتهم بالسياسة ، وجاء النزول الأغبر بقيادة الفريق السيسى لكى يخلع مرسى ثم يرتكب مجازر ليؤكد أننا دخلنا فى مرحلة الحرب الأهلية وبذلك تم توريط الجيش ولن يخرج الجيش من الشارع على المدى المنظور وبذلك ترك الحدود وهذا ما حذر منه كل الوطنيين ، وما زالت النخبة المصنوعة فى أجهزة مبارك الفاسدة او مصنوعة فى أجهزة مخابرات واشنطن تحرض الجيش ليرتكب مجازر دمويه وهى التى كانت تحرض بالأمس القريب على قيادات الجيش بقيادة طنطاوى ، ولم تغلق قناة فى عهد طنطاوى رغم شراسة الحملات ضده ، ويكشف لنا الروائى الشهير علاء الأسوانى عن قصة إستدعاءه عن طريق المخابرات العسكرية على إثر مقالة هجومية ضد طنطاوى وقابلة فيها اللواء ـ وقتها ـ السيسى ليستشعر ـ كما قال ـ الأسوانى أن السيسى لا ترضيه سياسات طنطاوى ، ولم يمنع السيسى الأسوانى من الكتابة والهجوم على طنطاوى ، وفى عهد مرسى حدث إنفلات إعلامى غير مسبوق وما ان حدث الإنقلاب حتى تم منع مقالات وتهديد صحفيين وغلق وتشويش على قنوات تبرز وجهات النظر المخالفة ، ومن الواضح أن الفريق السيسى كان من الصقور ومن معارضى ثورة يناير وكان معارضاً لوصول الإخوان للحكم ، وتم تسريب معلومات لعملاء أجهزة المخابرات ومنهم العكش توفيق  لتضليل الإخوان المسلمين والإيهام بان السيسى إخوانى حتى يقبلوا ويأتوا به خليفة للعجوز الواعى طنطاوى ، أكبر خطأ وقعت فيه الثورة هى عدم فرز قادة المجلس العسكرى لمعرفة من ضد ثورة يناير ومن يؤيدها وهو أحد مطالب الثوار بعد أن شعروا بمراوغة المجلس العسكرى فى تنفيذ مطالب الثوار ، وهو المطلب الذى أرعب العسكر وقتها .. مصر فى الطريق إلى الهاوية ستتحقق فيها تجارب دول مجتمعه لتصبح تجربة مصر خليط من أحداث الجزائر فى أوائل التسعينيات مخلوطة بأحداث العراق فيما بعد إحتلال واشنطن .... لكِ الله يا مصر !

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

خطورة تصنيع عدو محلى !!




هناك دول كثيرة تجد أن مصلحتها هى البحث أو تُصنيع عدو خارجى حتى لو كان وهمياً  ولكن هل رأيتم دولة أغبى حيث تصنع عدو من أبناءها الذين حكموها بالأمس القريب بإنتخابات نزيهه ! ،  هناك من يُدلِّس على الشعب المصرى ويحاول أن يربط بين الإرهاب وجماعات الإسلام السياسى ويتناسى هؤلاء أنه ومنذ قيام ثورة 25 يناير إندمج الإسلاميون ـ مع تحفظى على الإسم ـ فى العملية السياسية وكانوا ملك يمين المجلس العسكرى لدرجة إتهام المعارضين لهم بعقد صفقات مع المجلس العسكرى ، وخلال هذه الفترة لم نرى إرهاب من الجماعة والجماعات الإسلامية سوى بعض المتطرفين الذين يتكلمون ولا يفعلون شيئاً وهؤلاء يسيئون لتلك الجماعات باكثر مما تفيدهم وكأنهم مندسين لتشويهم وكأنهم يعملون مع معارضى الإخوان من الباطن ، تماماً مثلما يفعل بعض الإعلاميين الزاعقين وهم من يدعون الثورية فيشوهون معارضى الإخوان بأكثر مما يفيدونهم وكأنهم يعملون أيضاً لصالح الإخوان من الباطن ، ولكن ونحن فى وضع جديد وخطير بعد  30 يونيو وإذ بنا نجد من يدعو لإسئصال التيار السياسى للإسلاميين وكأن هؤلاء غير موجودين ، وهذه الدعوة هى الأخطر على الإطلاق ذلك أن هذه الدعوة لا تختلف عما فعلته واشنطن من حل الجيش العراقى إبان إحتلالها مع الفارق طبعاً ، فالإسلاميين يمكن تشبيههم بالجيش المدنى وقد رأيناهم يلعبون سياسة ويترشحون للإنتخابات والمهم أننا جميعاً فى أرض مصر بدأنا نتعلم ثقافة الإختلاف  ، إتركوا الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية تعمل كما كانت تعمل فالمجتمع إكتشف حقيقتها ولا تُعيدوا عجلة التاريخ للوراء بظلم تلك الجماعات  فيتعاطف معها الشعب مرة أخرى لتكتسب أعضاء جُدد بعد أن بدأت تلك الجماعات والأحزاب تنفجر من الداخل ثم جاءتهم محنة 30 يونيو لتوحدهم مرة أخرى ، خطورة الوضع أن الإنفلات الأمنى وكثرة  الأزمات أدت لإنفلات فى أخلاق وأعصاب المصريين ومع وجود سلاح يملء ربوع مصر  ثم تأتى كارثة حل الأحزاب الدينية سوف تكون النهاية هى تكرار لما حدث فى الجزائر فى أوائل التسعينيات أو تكرار ما حدث فى العراق من حرب طائفية وهذا ـ والعياذ بالله ـ هو الأقرب  !!

الاثنين، 1 يوليو 2013

من صنع ثورة يناير ؟!


إرادة الله قد شاءت أن يخرج بعض الشباب المصرى المهتمين بما يحدث فى وطنهم من فساد وإنعدام للعدل وإنسداد أُفق الأمل بعد أن تم شراء ذمم كثير من معارضى النظام ليؤدوا دورهم المرسوم ، ولكن كان هناك كثير من شرفاء هذا الوطن لم لم يُغريهم ذهب  نظام مبارك ولم يُرهبهم سوطه ، هؤلاء جميعاً معروفون لكل مهتم بالشأن العام ، هؤلاء الشباب  لم يقف معهم إلا المحترمون من النخبة والشعب وعلى رأسهم الطبقة المتوسطة ، ولن ينسى التاريخ عار المعارضين الصوريين من أمثال رفعت السعيد ومعه الإخوان المسلمين قبيل الثورة فقد قال الأول "لن نمشى وراء شوية عيال" ، وقال الآخرون " لن نمشى ورا دعوات غير معروفة الأهداف" ، هذا ما حدث قُبيل قيام الثورة .
 ولكن السؤال المهم والأساسى هو من مهد لتلك الثورة ومن أول من نزل فيها ليقتلع نظام مبارك ؟! .
 لو أردت أن أعطى ـ من وجهة نظرى ومن قراءاتى السابقة ـ كل ذى حق حقه لقلت أن كثيرين مهدوا لتلك الثورة أقلهم هم من يتصدرون المشهد فى الحكم الآن ، فلم نرى إخوانى عارض مبارك معارضة لصالح الوطن ككل لا لصالح تنظيمهم كما كان يعارضه كثير من هؤلاء الإعلاميين الذين يتهمهم الإخوان الآن بأنهم فلول ولا نُنكر وجود إعلاميين باعوا ضميرهم لنظام مبارك من الباطن ، ومنهم من يعمل وما زال  لصالح مؤسسات بعينها داخل ذلك النظام وهذا لا يمنع ان هناك إعلاميين محترمين ، والتمهيد للثورة لم يكن وليد عام أو عامين ولكنه تراكم لسنوات طويلة سابقة ، وعندما أُريد أن أتحدث عن معارضى مبارك فى بداية حكمه والذين عارضوا من قبله السادات فعلينا أن نذكر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل  ونقرا  خطاباته المفتوحه لمبارك بعد مرور عام من حكمه والتى لم ينشرها إلا بعد أن مر عليها ربع قرن من الزمان ، وعلينا أن نتحدث عن صحف الأحزاب التى كانت تشن حملات على نظام الحكم مثل صحف الوفد والعربى الناصرى والأهالى والأحرار والشعب ، وعلينا أن نتحدث عن الأعوام الأخيرة  والسابقة لثورة يناير حيث تسلمت الصحف الخاصة مسئولية معارضة النظام السابق بعد أن نجح النظام فى ترويض الأحزاب وإختراقها من الداخل ، فلن يستطيع أحد ان يُنكر دور صحيفة الدستور ورئيس تحريرها إبراهيم عيسى والشباب الذين إنضموا تحت راية تلك الجريدة وعلينا ألاّ ننسى صفحة القراء بجميع تلك الصحف الخاصة الذين كانوا بحق هم أول من كسر حاجز الخوف قبل ظهور حركة كفاية والتى كان لها تأثير لا يُنكره منصف ، ثم ظهرت جريدة المصرى اليوم كأول صحيفة يومية ، وسحبت البساط من تحت أقدام صحف النظام ، وكتب فيها قادة الإخوان مقالات عديدة لدرجة أن الكلاب المسعورة لنظام مبارك كانت تصفها بأنها جريدة إخوانية ! ، وكذلك جريدة صوت الأمة ثم جريدة الفجر ولا ننسى جريدة البديل وكانت من أجرأ الصحف اليومية ، ثم ظهرت جريدة الشروق وهى جريدة النخبة من مفكرى الأمة والنخبة من شباب الثورة ، ولو مررنا على القنوات الفضائية وهى بحق الأكثر تأثيراً ذلك أن الصحف لا يقرأها إلا عدد قليل من المصريين لا يتعدى مليون قارىء موزعين على جميع الصحف ، ففى البرامج المسائية رأينا ـ لأول مرة ـ مفكرينا الكبار ضيوفاً فيها فسمعنا ورأينا أفكارهم وكان لهم التأثير العميق على معظم المهمومين بالشأن العام من المصريين كافة ، فكيف ننسى هؤلاء الذين مهدوا للثورة ولم يروها ولم يشأ الله أن نسمع ونقرأ رؤيتهم لما يحدث الآن وعلى رأسهم الدكتور عبد الوهاب المسيرى والمتصالحان مع نفسيهما محمد السيد سعيد والكاتب مجدى مهنّا والمرحوم عزير صدقى هؤلاء وغيرهم الكثير رأيناهم وقرأنا لهم وكانوا ممن مهدوا لتلك الثورة وإن لم يروها ، خلاصة القول أن الذين مهدوا للثورة هم مفكرى وكتاب الصحف ومن قام بالثورة وكان طليعة من خرج بالشوارع هم قراء تلك الصحف ، وأكاد أُجزم بأن الذين قاموا بالثورة هم قراء الصحف الخاصة والحزبية قبل أن تظهر علينا صحيفة الحرية والعدالة وتصبح جريدة الحزب الحاكم بعد الثورة أو صحيفة الفتح وهما النسخة السوأ من صحيفة مايو الحزب الوطنى .